الرقيب الذاتي

الرقيب الذاتي


أيها الإخوة الكرام ، أيتها الأخوات الكريمات ، السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، و أسأل الله – تعالى - أن تكونوا على أحسن حال؛ و بعد:

فإن الإنسان يقترب من الكمال على مقدار ابتعاده عن الحيوان ، و ذلك لأن الله - سبحانه - منحنا الكثير من الفضائل التي تجعلنا نمتاز عن البهائم ، فإذا صار الإنسان عاطلاً عن تلك الفضائل ، زالت الحدود الفاصلة بينه و بين من فُضِّل عليهم ، و إن من جملة ما فضلنا الله به ما نسميه بالرقيب الذاتي ، أو الوازع الداخلي أو الضمير، وهو ذلك الصوت النوراني الذي يَضُجّ في داخلنا حاثّاً و مُحذِّراً ، إنه يشجعنا على فعل المعروف والإتيان بالطاعة حيت تلوح فرصة لذلك ، ويُحَّذرنا بقوة من الإقدام على فعل ما لا يحل ، وما لا يليق ، إن الوازع الداخلي يُزِّين سرائرنا كما تزين النجوم السماء ، وإن شخصاً يعيش من غير ضمير أشبه بسماء من غير قمر ولا نجوم في ليلة ظلماء.

الوازع الداخلي تُنْشئه العقائد ، وتُنْشئه الأسرة والمجتمع ، وأود في هذا السياق أن أشير إلى أمرين اثنين:

الأول:

إذا أردنا زرع الوازع الداخلي لدى الطفل ، فإن علينا القيام بالآتي:

نقوّي ثقته بنفسه.
نشعره أننا نتعامل معه على أنه موثوق.
نتيح له أكبر قدر ممكن من الاختيار في أموره الشخصية.
نغض الطرف عن هفواته.
نعاقبه بلطف.
لا نعاقبه أمام أحد.
نكلّفه بالقيام ببعض الأعمال ، ونحمّله مسؤولية النجاح فيها.
ننمي لديه الاعتزاز بالذات والحياء من فعل القبائح.
الثاني:

إذا أراد الواحد منا تقوية الرقيب الذاتي لديه شخصياً ، فقد يفيد في ذلك الآتي:

ليتذكر دائماً أن الله – تعالى - معه ، وناظر إليه.
ليحاول أن يترك في السرّ كل ما يستحي من فعله في العلن.
الإصغاء التام لضميره والتجاوب مع إشاراته.
توسيع مساحة ما يعتقد أنه لا يليق به ومساحة ما يستحي من فعله والإقدام عليه.


وإلى أن ألقاكم في رسالة قادمة أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
محبكم د. عبد الكريم بكار
في 1/ 8 / 1430