لماذا لا نخشع مع القران الكريم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ قلوبنا لا تخشع للقرآن !!
( لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله )
هذا ما تعلمناه وما اعتقدنا به ، فالآية القرآنية جاءت صريحة وذات مدلول عميق وواضح ، فالقرآن بأحكامه وتعاليمه وتأثيره في النفس ودلالاته الأكيدة تهتز له الجبال وتخشع ، ناهيك أن ترعد له السماوات وتتزلزل له الأرضين !! ونحن البشر لا نشعر به فقط إلا عندما يحل شهر رمضان الكريم ضيفاً علينا لا أن نحل عليه نحن ضيوفاً ، فنبادر الى تأسيس علاقة مع القرآن ونجدد معه حبل الود والتواصل ونعيش معه أحلى وأجمل اللحظات فنستأنس به في وحشة الليالي ونسعد بلقاءه مع اشراقة كل نهار !! كل هذا يحدث في ربوع شهر رمضان الكريم الذي لا يلبث أن نقضي برفقته عدة أيام معدودات لا تتجاوز الثلاثين يوماً حتى نودعه ونودع معه علاقتنا وصحبتنا للقرآن الكريم !! وننتظر شهراً آخر نعيشه في العام التالي لنجدد معه تواصلنا مع القرآن !! وكأن القرآن هو فقط شهر رمضان وما عداه فليس هناك قرآءة قرآن والتزام به في باقي الشهور !!! فأين نحن من هذا القرآن وأين تأثيره علينا وأين خشوعنا منه !! فإن كانت تلك الجبال العاتية ذات الصخور المكينة وذات القوة الرهيبة تهتز لتلاوته ولسماعه فتخر ساجدة وراكعة إقراراً بالعبودية والألوهية !! ونحن البشرعلى ضعفنا نتكبر على قراءته فلا نتعظ عند تلاوته ولا يخشع قلبنا عند التنقل بين زجره ونواهيه وعند المرور على آيات العذاب والوعيد والنذير 00 نقرأه كقراءة الطفل الرضيع لا نعي ولا تهتز معه شعور أبداننا لمعانيه وعبره وعظاته وقصصه وأحكامه !!!
أخجل أن أقول إننا مقصرون ومهملون عن العناية والاهتمام بهذا الكنز الثمين !! ولو كنّا فعلاً نعي مسؤولية هذا المصحف الشريف كما يعي باقي الديانات بمصاحفهم لما كان هكذا حالنا ، فرقة وتفكك وانهيار وتمزق وحروب طاحنة بين أجزاء الجسد الواحد !!
ها نحن ختمنا القرآن في شهر القرآن وبعضنا ختمه مرة ومرتان وثلاث طلباً للثواب والأجر الجزيل ولكن هل حصل هناك خشوع فاهتزت له أرواحنا ورقّت له قلوبنا !! طبعاً لا فالذي خرج بالنتيجة الايجابية قليلة ولكن هل هذه الثلة القليلة خشعت كما تخشع الجبال الرواسي عند سماعها آيات الله الكريمة 00
انتهى رمضان الكريم ، وتوقفت علاقتنا مع هذا المصحف الاشريف لنعيده مرة أخرى الى وضعه السابق لكي يرقد رقدته الآخيرة في تلك الزاوية المظلمة وبين تلك الكتب المترامية بين أحشاء المكتبة ، وننتظر العام القادم لنعيش شهر رمضان لنعقد صفقة أخرى مكررة ونسخة طبق الأصل للشهر المنصرم !!
ولكن أين النتيجة وماهي وكيف كانت !!! كل تلك الإجابات لا تفي بحق هذا القرآن ولا تليق بعظمته وشرفه ومكانته !!!
متى نذوب في قراءتك فتخشع قلوبنا كما تخشع تلك الجبال !!!
تحياتي
لا تنسونا بصالح دعائكم