هيا بنا عسى الله أن يخلصنا من المعاصي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى ، وعلى آله والصحابة الأوفياء ، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وبعد :
فهذه باقة من النصائح التي قد تعين المريد عن البعد عن المعاصي ومداومة الطاعات فإليكموها ... :

1- علم العبد بقبح المعصية ورذالتها و دناءتها وأن الله حرمها ونهى عنها صيانة وحماية للعبد عن الرذائل كما يحمي الوالد الشفيق ولده عن ما يضره .

2- الحياء من الله فإن العبد متى علم بنظر الله إليه ومقامه عليه ، وأنه بمرأى من الله و مسمع كان حيِيًا يستحي أن يتعرض لمساخط ربه .. والحياء أن تنفتح فى قلبك عين ترى بها أنك قائم بين يدى الله .
قال تعالى : {يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله} [النساء: 108].
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الحياء والإيمان قُرَنَاء جميعًا، فإذا رُفِعَ أحدهما رُفِعَ الآخر). [الحاكم].
و قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله حَيي ستير، يحب الحياء والستر) [أبو داود والنسائي].

3- مراعاة نعم الله عليك وإحسانه إليك فإذا كنت في نعمة فارعها فإن المعاصي تزيل النعم ومن أنعم الله عليه بنعمة فلم يشكرها عذبه الله بذات النعمة .
" وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد " .

4- الخوف من الله و خشية عقابه بتدبر آيات العذاب والوعيد في القرآن .
" إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد "

5- حب الله فإن المحب لمن يحب مطيع ، و إنما تصدر المعصية من ضعف المحبة .

6- شرف النفس وزكاؤها وفضلها وحميتها فكل هذا يجعلها تترفع عن المعاصي .

7- قوة العلم بسوء عاقبة المعصية وقبح أثرها والضرر الناشئ منها من سواد الوجه وظلمة القلب وضيقه وغمه .. فإن الذنوب تميت القلوب .

8- قصر الأمل ويعلم الإنسان أنه لن يعمر في الدنيا : ويعلم أنه كالضيف فيها وسينتقل منها بسرعة فلا داعي أن يثقل حمله من الذنوب فهي تضره ولا تنفعه .

9 - مجانبة الفضول في مطعمه ومشربه وملبسه فإن قوة الداعي إلى المعاصي إنما تنشأ من هذه المفاضلات ؛ ومن أعظم الأشياء ضررا على العبد بطالته وفراغه ... فإن النفس لا تقعد فارغة إن لم يشغلها بما ينفعها شغلته بما يضره .
و " بحسب امرئ لقيمات يقمن صلبه ، فإن كان ولا بد فثلث لطعامه ، وثلث لشرابه ، وثلث للنفس "

10- هذا وهو السبب الجامع لهذه الأسباب كلها ألا وهو ثبات شجرة الإيمان فى القلب : فصبر العبد عن المعاصي إنما هو بحسب قوة إيمانه فكلما كان إيمانه أقوى كان صبره أقوى وإذا ضعف الإيمان ضعف الصبر .
" وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم "
اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة يا رب .
اللهم أعنا على أنفسنا والشيطان .
منقول