أختي الكريمة.. إن تمسكك بتعاليم دينك الحنيف وارتداءك الحجاب
يعتبر جهاداً عظيماً في هذه الأيام ونحن نشاهد هذه الحرب الشرسة على
الحجاب فهلا انتصرت لدينك وجاهدت نفسك الأمارة بالسوء وبذلك تحفظين كرامتك
ومجتمعك من التفسخ والرذالة؟
وهذه فرصة لك أختي الداعية فلا تترددي عن دعوة أخواتك المسلمات إلى التمسك بالحجاب ولباس الطهر والعفاف بالترغيب والترهيب.
وأنت أيها الأب المسلم هل نسيت أنك مسؤول أمام الله عن بناتك والله
سألك عنهن، ألم تفكر في يوم لمَنْ تتزين ابنتك عند خروجها من البيت؟
وأنت أيها الزوج.. بالله عليك هل فكرت لمن تتزين زوجك عندما تخرج من البيت وهل نسيت أن زينتها لا تنبغي لأحد غيرك من الرجال؟
ما أجمل تلك الرواية..
سنة 286 للهجرة احتجّت إمرأة مع زوجها إلى قاضي الري فادّعت على
زوجها بصداق قيمته خمسمائة دينار قالت ما سلمه لي، فأنكر الرجل.. فجاءت
المرأة بالبينة تشهد لها بالصداق، فقال الشهود نريد أن تكشف لنا عن وجهها
حتى نعلم أنها هي زوجته أم لا.
فلما صمموا على النظر إلى وجهها قال الزوج لا تفعلوا إنها صادقة
فيما تدّعيه فأقر بما ادّعت عليه صيانة لوجه زوجته أن ينظر إليه حتى من
قبل الشهود في المحكمة للضرورة.
فقالت المرأة حين عرفت ذلك منه وأنه أقر فقط ليصون وجهها: هو في حل من صداقي في الدنيا والآخرة.
هذه هي الغيرة وهذه هي الحقيقة التي ينبغي علينا معرفتها.
أيها الأب وأيها الزوج وأيتها المرأة المسلمة.. اتقوا الله واعلموا أنكم إليه راجعون..
بتساهلكم هذا تساهمون في انتشار الفاحشة في الذين آمنوا والله سبحانه وتعالى يقول:
إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ
آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ
يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ .
لا تستمعوا إلى دعاة التحرر كما يزعمون وإنهم والله دعاة ضلال وليس
تحرر، التحرر ليس بالتبرج وانتشار الرذيلة بين الناس. إن كل الرسالات
السماوية والقيم الإنسانية تدعوا إلى الستر وارتداء الحجاب فهذه هي فطرة
الله التي فطر الناس عليها.
فلا تبيعوا آخرتكم بدنيا غيركم.. الدنيا ساعة فاجعلوها طاعة والنفس طماعة علموها القناعة...
وتوبوا إلى الله خالقكم وبارئكم وتمسكوا بتعاليم دينكم الحنيف حتى
تفلحوا في الدنيا والآخرة ولا تتبعوا الهوى وشياطين الجن والإنس الذين
يريدون أن تضلوا عن سبيل الله وعن الصراط المستقيم فإنهم والله لن ينفعوكم
بل يضروكم وهم كاذبون:
مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً والله أحق أن تخشوه وكان كيد الشيطان ضعيفاً.