|| الخطاب الوعظي أم الفكري في رمضان ؟! ||

خادم لأحباب المنتدى العمر : 35

|| الخطاب الوعظي أم الفكري في رمضان ؟! ||

يتساءل البعض عن التزام الوعاظ و الخطباء بالخطاب الوعظي الإيماني في شهر رمضان
على حساب الطرح الفكري العلمي ، ما هو السر في ذلك، و السبب الذي يدعو إلى التزام هذه النبرة؟
و هل الصواب استمرار الوعاظ و الأئمة و الخطباء بهذا الأسلوب الوعظي الإيماني في هذا الشهر على
حساب الطرح الفكري و قضايا العصر؟.

و أقول : لا شك أن لشهر رمضان (نكهة) خاصة ، و ميزة ذاتية لا يشاركه فيها غيره ،
شهر تُفتح فيه أبواب الجنة ، و تُغلق فيه أبواب النار .
و لذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس و كان أجود ما يكون في رمضان ، و كان جبريل
يلقاه كل ليلة فيدارسه القرآن ، و ما شاهد اعتكافه عليه الصلاة والسلام ثلث رمضان الآخر،
وتفرغه التام للعبادة في هذا الموسم و هو إمام الملة ، وسيد الأمة ، و من عليه أعباء الجماعة الإسلامية
كلها إلا دليل على عنايته الفائقة بجانب الروح .

فهذا كله يحث على التأكيد في جانب الوعظ و السعي لتزكية النفس ، و تربية الروح نحو الطمأنينة والعافية!.

إذن التركيز و التأكيد على جانب الوعظ، و تحريك القلب و الروح من أهم ما ينبغي أن يهتم به الواعظون
و المرشدون . و لابد أن نقول أن هذا الوعظ ليس ترقيصاً للعبارات ، و تمطيطاً للتنغيمات ، و هزهزة للأبدان ،
و تجليات للوجدان، كلا، بل هو نفحات روحية ، و عبادات قلبية ، و مسابقات عملية نحو الآخرة ، سواء بسواء.

و حتى تتحقق هذه المعاني الجليلة، و هذه التجليات الجميلة، يجمل أن يكون الطرح الفكري ممزوجاً بالطرح
الإيماني لتبصير المؤمنين بالعوائق و العلائق التي تشغلهم عن طاعة الله ، و تفسد عليهم العبادة الروحية!.

و أستطيع أن أدلل على جودة الجمع بين الطرح الوعظي الإيماني و الطرح الفكري العلمي بالصورة المناسبة
المشرقة، بالخطبة الشهيرة للعالم العامل و الخطيب الأديب الشيخ/صالح بن حميد، و التي أسماها
(الأمن الفكري) و التي ألقاها من منبر المسجد الحرام في رمضان 1423هـ.
لقد استطاع الشيخ أن يصور رمضان بلونيه الوعظي الإيماني، و الفكري التربوي.

كما أنه نجح كذلك في خطبته الفريدة في رمضان 1424هـ، والتي كانت عن قيام الليل،
حيث ربط فيها بين أصحاب قيام الليل وأثر طاعاتهم وما ينشأ عنها من سلوك صالح في
نهضة الأمة وعلاقتها بربها وتحقيقها لعوامل النصر، وبين أصحاب الفكر النفاقي الذي لا يستطيع
أصحابه أن ينهضوا بالحمل الثقيل عندما استشهد بقول التابعي: "والله ما سهر الليل بالطاعة منافق!".

أتوقع أننا لو أحسنا أن نتحدث بلغة رمضان مدركين لحكمة الكلام المناسب في الوقت المناسب،
فإننا لن نخلط بين الأمور. وأزعم أن أرباب الروح في شهر الروح سينتصرون في تسويق وعظهم على غيرهم!

والله الموفق

|| الخطاب الوعظي أم الفكري في رمضان ؟! || Sig

مشرفة عامة و مصممة محترفة

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
ما شاء الله
ماااااااااشاء الله
روعة
بارك الله فيك
تقبل فائق احترامي و تقديري

» رمضان يجمعنا .... جميع مسلسلات رمضان
» شهر رمضان
» في رمضان
» رمضان طوق النجاة
» || رمضان و الحرية ||